مصفاة حمص تتمكن ولأول مرة من إصلاح زيت الضواغط و تحقيق وفراً يقدر في 3.2 مليون دولار

لطالما شكلت العقوبات الغربية حافزاً للكوادر الوطنية من أجل الابداع وإخراج أفضل ما في العقل السوري من ابتكارات , وربما لا يعرف الكثيرون بأن صناعة التكرير تمثل في كل حالةٍ من حالاتها إبداعاً خالصاً وتحتاج كل خلطة إلى براءة اختراع لإخراجها إلى الوجود , ولعل مثال إصلاح زيت الضواغط من قبل هؤلاء الفنيين يعبر بكل وضوح عن هذه الحالة حيث يستخدم زيت ( CPI – CP – 1507 – 68 ) لضواغط خاصة في معامل الغاز وهو أمريكي الصنع وذو أساس عضوي ولا يوجد له معادل في القطر مع عدم إمكانية تصنيعه في معمل مزج الزيوت التابع لمصفاة حمص لأن المعمل يعتمد في تصنيع الزيوت بالمواصفة المطلوبة على زيوت ذات أساس معدني ونظراً لنفاذ الكمية في معامل الغاز وعدم صلاحية الكمية المتوفرة في الدارة والتي ستؤدي بالنهاية إلى توقف المعمل . وهنا كان توجيه السيد وزير النفط إلى الشركة العامة لمصفاة حمص لإيجاد حل سريع لهذه المشكلة منعاً لتوقف العمل فتمّ عقد اجتماع في الشركة العامة لمصفاة حمص من المعنيين في معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى وكوادر المصفاة لدراسة العينات المرسلة من هذا الزيت والمواصفة المطلوبة وتوصيف المشكلة التي تتلخص بالفوران ( الرغاء ) حيث وصل إلى 300 مل ليتر / 5 دقائق والسبب يعود إلى وجود مادة الميتانول مع الزيت وكانت اللجنة أمام أربعة خيارات : أولها تصنيع هذا الزيت في معمل مزج الزيوت بالاعتماد على الأساس المعدني والإضافات الخاصة بذلك واستبعد هذا الخيار بسبب التركيب الكيميائي لزيت الأساس المعدني المتوفر والذي يختلف كلياً عن التركيب الكيميائي لزيت الضاغط المذكور . وإما استخدام زيت أساس مانع التجمد مع الإضافات الخاصة به حيث أن الأساس المستخدم هو مونوايتيلين غليكول ( MEG ) عضوي واستبعد هذا الخيار أيضاً لعدم توفر الإضافات الخاصة للوصول إلى المواصفة المطلوبة . أما الخيار الثالث فكان إمكانية تصنيع عينة مخبرية من زيت الأساس ( بولي الكيلين غليكول ) في مخابر جامعة البعث وهي عبارة عن مجموعة من الأكاسيد القلوية مضافاً إليها الكحول ثم الوصول إلى المواصفة المطلوبة بعد الإضافات المناسبة ,وكان هذا الخيار قائماً ويتطلب وقتاً ليس بالقليل إلا أنّ الحاجة الماسة في الإسراع بإيجاد الحلول لم تتح ذلك الوقت فتم الانتقال إلى الخيار الرابع . تمثل هذا الخيار في إصلاح زيت الضاغط المذكور وفق خطة علمية مدروسة بالاعتماد على تسخين المادة وإضافة مانع الفوران وذلك لتخليصه من الميتانول من جهة والقضاء على الفوران بإضافة ANTIFOM من جهة أخرى حيث تمّ إجراء ما يلي : تمّ إحضار مانع الفوران من المصفاة وإحضار البراميل المطلوب إصلاحها عدد ( 17 ) برميل من معمل جنوب الوسطى . ومن ثم تمّ إجراء عدّة تجارب مخبرية حسب الستاندر ASTM 892 بالتسخين وإضافة مانع الفوران حتى الوصول إلى درجة الرغاء ( صفر ) لجميع مراحل التجربة وثبتت كمية الإضافة لمادة الأنتي فوم عند ( 0.2 ) % والحرارة عند ( 85 ) ْم بعدها تمّ الانتقال إلى إصلاح الكمية المطلوبة وذلك بتفريغها بخزان خاص بعد تنظيفه وتم رفع درجة الحرارة إلى ( 85 ) ْم وإضافة ( 0.2 ) % من مادة الأنتي فوم والتي بلغت ( 6 ) KG فقط لكامل الكمية . وأجريت التجارب المخبرية اللازمة وتم تجربة الرغاء حسب الستاندر ASTM 892 وكانت النتائج جيدة جداً وضمن المواصفة المطلوبة حيث الرغاء ( صفر ) وبحضور مندوبي معمل جنوب الوسطى .عندها تمّت تعبئة هذه الكمية ببراميل جديدة عدد ( 19 ) برميل وتسليمها إلى مندوبي الشركة السورية للغاز – معمل جنوب الوسطى الساعة ( 12.00 ) ليلاً . ووجهت الوزارة بمكافأة الكوادر الفنية التي أنجزت هذا العمل كما أكدت على استمرار التنسيق والتعاون بين الشركات النفطية . ومن الجدير بالذكر أن معمل مزج الزيوت يتبع الشركة العامة لمصفاة حمص وطاقته الإنتاجية ( 000 60 ) طن/سنوياً ويلبي حاجة السوق المحلية ( محروقات – إدارة الوقود في الجيش والقوات المسلحة …. ) من مختلف أنواع الزيوت وفق شهادة معهد البترول الفرنسي FIP وقد حصل على العديد من الجوائز العالمية لجودته العالية وعلى سبيل المثال : - زيت إكسترا يؤمن قطع مسافة ( 7500 ) كم - زيت سوبر يؤمن قطع مسافة ( 000 10 ) كم - زيت ديلوكس متعدد الدرجات يؤمن قطع مسافة ( 000 10 ) كم وتمّ إنتاج مانع التجمد لأول مرة في معمل مزج الزيوت خلال العام الماضي والحالي وتعكف الكوادر الفنية على دراسة إمكانية إنتاج زيت الفرامل وكافة أنواع الشحوم حالياً . علماً أن هذه العملية حققت وفراً يقدر ب 3.2 مليون دولار .

المصدر